روي ان سيدة فاضلة كثيرة الورع كانت
تسمع ذات يوم القداس الالهي وتتامل الذبيحة
الالهية واذا بالمخلص الالهي تراىء لها
بهيئة طفل في غاية الجمال وانحدر من على
المذبح متوجها" نحو ثلاث عذارى شابات كن
هناك فطفق يلاطف الاولى منهن ويعانقها
ويقبلها بحنو لامزيد عليه ثم سار الى الثانية
فكشف قناعها وجعل يحدق بها بعين ملؤها
الحب والاخاء وفي الاخر انتهى الى الثالثة
وامسكها وشرع يضربها ضربات شديدة
مؤلمة حتى طرحها على الارض ثم عاد الى
المذبح وغاب فعند ذلك تعجبت السيدة من تلك
الرؤية وارادت ان تقف على معناها واخذت
تصلي كثيرا" لتنال مرغوبها فظهر لها الطفل
يسوع ثانية وقال لها : اعلمي ياابنتي ان هؤلاء
العذراى اللواتي شاهدتهن هن امائي فالاولى
منهن تحبني حبا"قلبيا" ولكنها شديدة الضعف
واهنة العزيمة فاعاملها بغاية اللطف والعذوبة
مثلما تعامل الام رضيعها لتستطكيع الثبات
في محبتي وخدمتي اما الثانية فتحبني حبا"
خالصا"ومن كل نفسها فلا تكترث كثيرا"
لملاطفتي اياها لان الذي يهمها قبل كل شيء
ارضائي لاارضاء نفسها ولكنها تود مع ذلك
ان تراني الاطفها بعض الاحيان اما الثالثة
فانها تحبني حبا" مجردا" كاملا" ولذلك
امتحنها بانواع الاوجاع والآلام ولا تستطيع
هذه الآلام وان اشتدت ان تضعف محبتها
ومن اجل ذلك فهي اكرم لدي واعز علي من
الاوليان وان بان للناظر اني اعاملها معاملة قاسية